المؤتمر التنشيطي..تميز ..تفرد..اناقة

الخرطوم / د.سامية علي
انعقد مؤتمر الحركة الاسلامية هذه المرة على شكل مختلف على الرغم من انه مؤتمرا تنشيطيا ، فكان الحضور الكثيف اللافت من عضوية الحركة والتي فاقت الاربعة الاف عضو ، وهو بالطبع لا يمثل العضوية كاملة ، بل جزءا منها ، كان التفاعل حاضرا وزاهيا من المشاركين والحضور وهم يضجون بالهتافات والشعارات التي تمجد وتعلي من قدر الحركة الاسلامية ..
شعارات كانت متجددة لم تعد هذه المرة نسخا من الشعارات القديمة ، على شاكلة (في سبيل الله قمنا ونعمنا بالاخاء ، لا لدنيا قد عملنا نحن في سواء ، فليعد للدين مجده فليعد ذات النقاء)
وهى شعارات جددت لتكون مواكبة لما تدعو اليه الحركة الاسلامية ، لحقن الدماء ونبذ الاحتراب والاقتتال والقبلية، وهى التي كان لها الفضل الاعظم في حقن دماء قبيلتي المعاليا والرزيقات بعد ان وصل النزاع بينهما حد الصراع الدامي راح ضحيته الالاف الابرياء..
وشعارات حركت الكثير من الشجون والذكريات القديمة ، التي حينما صدحت بها فرقة الصحوة تفاعل معها كل الحضور طربا ممزوجا بالحنين والحزن النبيل فبكى من بكى ، وتماسك من تماسك ، واخرين كتموا احساسيهم بدواخلهم ولكنهم عبروا عنها بالهتاف والتكبير وتفاعل الجميع ايضا على انغام وكلمات الفرقة (اقبل على دربنا واسمع مقالتنا وانعم بصحبتنا ، فدربنا لم يزل بالخير ملئان) وكذلك نشيد (انا المسلم منهاجي كتاب الله ).
المؤتمر كان بحق لوحة انيقة جديرة بالتوقف عندها كثيرا ، فهو بجانب التنظيم والترتيب المتناهي في الاناقة ، اناقة كست المكان في حلة زاهية مع بداية المدخل الى المؤتمر ومرورا بالمعرض ثم الى داخل قاعة المؤتمر ، كلها تضج بالتنظيم ، الذي لم يسبق له مثيل..
المعرض كان لفتة بارعة في الابداع استرعت انتباهة كل الزائرين له ، فهو يضم ويوثق للحركة الاسلامية منذ النشأة والتطور والى اخر ما وصلت اليه ، بجانب معرض كتاب حوى نفائس ما خطته قيادات الحركة الاسلامية حول الشرائع الدينية والسنن النبوية، بجانب مسيرة الحركة الاسلامية ، وكتب اخرى في المجالات المختلفة التي تستحق ان تثري المكتبات الشخصية .
المؤتمر حقق شعاره (فكر متجدد .. وعمل متجرد ) حينما التقت العضوية من كل الولايات بقيادتها في تلاحم لافت عبرت عنه لحظات العناق الحميم والاخاء الدافق ، وعبرت عنه ايضا اوراق العمل التي ناقشت موضوعات غاية في الاهمية (الاصلاح الشامل والحوار الوطني ، المشروع الحضاري في ظل الغلو والتطرف ) فقد كان النقاش متسما بالتجرد متجددا في الافكان ، حتى وصل الى خلاصات ومقترحات من المؤكد انها ستكون اضافة جيدة لمخرجات المؤتمر .
ويبدو ان المؤتمر سيحقق اهدافه ومراميه المرجوة والمتوقعه ، طالما كان التفاعل حاضرا في النقاش والمشاركة ، فلا غرو انها الحركة الاسلامية التي جبلت على التميز.