سامي محمد
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 11/12/2015 العمر : 38
| موضوع: استراتيجية الفصل والوصل - في الحركة الاسلامية السودانية السبت ديسمبر 12, 2015 4:17 pm | |
| استراتيجية الفصل والوصل من الجوانب التنظيمية الأساسية التي تواجه الحركات الإسلامية إشكال الفصل والوصل . ونقصد بذلك قدرة الحركة على الفصل بين المهام المتداخلة ، بل وفصل بعض من تلك المهام عن الهيكل التنظيمي الأساسي ، مع الإبقاء على رباط يُخضع تلك الوظيفة لتوجيه الحركة عن بعد . وقد تميزت الحركة الإسلامية في السودان في "استراتيجية الفصل والوصل" هذه . ويتضح ذلك من ثلاثة أبعاد : سياسية-إدارية ، وتربوية-تكوينية ، وأمنية-وقائية . وتحتاج كل من هذه الأبعاد إلى وقفة خاصة : أولا : المجال السياسي- الإداري لقد أدركت الحركة أن من واجبها توسيع نطاق قاعدتها الشعبية وكمها العددي، لكي تستطيع منازلة الأحزاب والحركات السياسية الأخرى . لكن إشكالا تنظيميا كان يفرض نفسه كلما تبنت الحركة هذا الخيار ، وهو إشكال الازدواجية القيادية والتنظيمية ، وما قد يترتب عنها من ارتباك في التسيير والإدارة، وثنائية في القرار والولاء ، وما تثيره من توجس لدى الخائفين على الحركة من الغرق في كم بشري غير منظم ، يتحكم فيها بدلا من أن يكون مددا لها . وقد استطاعت الحركة التغلب على ذلك من خلال الفصل بين القيادة السياسية والقيادة الإدارية . يشرح لنا حسن مكي ذلك من خلال مثال "جبهة الميثاق الإسلامي" في الستينات ، فيقول : "لما كانت مقاييس حركة الإخوان مقاييس صفوة ، وحركة "جبهة الميثاق" حركة جماهيرية واسعة توجهت لكل المتعاطفين دون تقييدهم بقيود التنظيم الخاص، أحدث ذلك ربكة من الذين لا عهد لهم بحركات الجماهير ، مما حرك روح المحافظة على التنظيم من تحدي الهجمة الجماهيرية الجديدة . فكان هنا أن تمت تسوية داخلية ، انتهت بأن يعالج حسن الترابي أمر الحركة الجماهيرية (السياسة) وأن يتوفر أخ لقيادة التنظيم الداخلي . ووقع العبء على مالك بدري ، ولكن ما لبث أن سافر هذا الأخير إلى بيروت ، فخلفه محمد صالح عمر" (95) . وفي مرحلة تالية - أيام "الجبهة الإسلامية القومية" - يصف لنا الدكتور عبد الوهاب الأفندي استراتيجية الفصل والوصل في شكلها الجديد ، فيقول : "لقد قسم المكتب التنفيذي القديم إلى هيئتين : مكتب سياسي ومكتب إداري يقود كلا منهما قائد مسؤول أمام الأمين العام . وبينما كان المكتب السياسي يتعامل مع القضايا السياسية العامة ، كان المكتب الإداري مسؤولا عن الإدارة اليومية للحركة (العضوية ، التمويل ، الاكتساب … الخ ) . ومن أجل تحرير وجوه الحركة المشهورين من عبء إدارتها ، تولى نشطاء من الشباب المغمور هذه المهمة" (96) . وبهذا نجحت الحركة في الإبقاء على هيكلها التنظيمي السري قائما ، وهي تعمل من خلال جبهة جماهيرية علنية ، كما نجحت في تفريغ القيادة العليا للمهمات الاستراتيجية ، وفرغت أهل كل شأن لشأنهم .
| |
|