سامي محمد
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 11/12/2015 العمر : 38
| موضوع: الملامح العامة للحركة الاسلامية السودانية - سابعا : منهج التوكل والإقدام السبت ديسمبر 12, 2015 4:06 pm | |
| سابعا : منهج التوكل والإقدام لقد تحدث الترابي عن هذا المنهج باعتباره ثمرة من ثمرات الإيمان ونتيجة لازمة من نتائجه . فخصص له عنوانا فرعيا في كتاب "الإيمان" . ثم غدا هذا الأمر شعارا للحركة فيما بعد ، وخصيصة من أهم خصائصها " فالحركة ذات نهج توكلي جريء" (34) جعلها تنحو منحى تجريبيا في عملها ، فتنزع إلى تبنِّي كل فكرة تنظيمية جديدة يُؤمَّلُ أن تعين على تطوير العمل وتكييفه مع مقتضيات الوقت والحال دون تردد ، ثم يكون المحك العملي هو معيار الحكم على هذه الفكرة أو تلك من حيث الصلاحية والملاءمة . إن فهم منهج التوكل والإقدام هو الذي يفسر لنا كيف أن الحركة في السودان " تكثر منها المبادرات الفكرية والعملية التي يجدها الآخرون طريفة مبدعة ، أو غريبة مبتدعة ، وخلافية شاذة أو توكلية رائدة " (35) بحسب اختلاف وجهة النظر . والأمر في نهاية المطاف يرجع إلى النضج الفكري والوعي التاريخي الذي جعل قيادة الحركة تنظر إلى وظيفة التدين وأبعادها نظرة مختلفة عن نفسية عصر الانحطاط التي يطبعها التشاؤم والتوجس " فكل التوجه الديني في عالم متدارك منحط كان تحفظا وتوقيا ومحاذرة"(36) وهو أمر ترك أثره على جل الحركات الإسلامية المعاصرة التي " تجبن عن المراجعة خوف انكشاف الخطإ ، كما تجبن عن الإقدام خوف الوقوع في الخطإ " كما لاحظ الأستاذ عمر عبيد حسنة(37). وتعد الحركة الإسلامية في السودان من الاستثناءات في هذا المضمار ، حيث أدركت ثقل هذا الموروث التاريخي ، فقررت الابتعاد عنه . وهكذا " كانت أغراض التدين عند الحركة قد اتسعت في مداها، وتحولت من المحافَظة المدبرة إلى المجاهَدة المقبلة ، ومن التخوف والقنوط إلى إرادة الإصلاح المتفائلة المتوكلة " (38) . وكان منهج التوكل والإقدام من أهم المبادئ العقدية والفكرية التي نبعت منها إبداعات الحركة في المجال الاستراتيجي والتنظيمي
| |
|