الهجرة الي الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهجرة الي الله

تحت شعار قال تعالي:((ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) صدق الله العظيم .
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الملامح العامة للحركة الإسلامية في السودان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي محمد




عدد المساهمات : 96
تاريخ التسجيل : 11/12/2015
العمر : 38

الملامح العامة للحركة الإسلامية في السودان Empty
مُساهمةموضوع: الملامح العامة للحركة الإسلامية في السودان   الملامح العامة للحركة الإسلامية في السودان Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2015 10:07 am

الملامح العامة
اتسمت الحركة الإسلامية في السودان بعدد من الملامح العامة الإيجابية ، أصبحت جزءا من كينونتها وهويتها الذاتية . ويمكن إجمال هذه الملامح فيما يلي :
أولا : ارتباط الفكر بالعمل
إن سر الطرافة والجدة في تجربة الحركة الإسلامية في السودان هو ارتباط الفكر بالعمل ، وهو أمر صبغ نتاج الحركة كله . وقد جمع قادة الحركة ومفكروها بين العمق الفكري والروح العملية ، وأدركوا قيمة الارتباط بينهما : حيث يهدي الفكر العمل ، ويهدي العمل الفكر . وقد عبر الأستاذ حسن مكي عن ذاك بقوله : "من خصوصيات هذه الحركة أن خياراتها وصيغها وبرامجها تبلورت في أرض الواقع ونضجت من محك التجربة"
ثانيا : "استيقان الغاية واستبانة السبيل"
والمراد به الارتباط الوجودي بين المبدإ والمنهج
ثالثا : الوعي بالزمان والمكان
إن كتابات قادة الحركة الإسلامية في السودان تدل على وعي عميق بالزمان والمكان
رابعا : البحث عن المنهج والنظام
لم تركز الحركة الإسلامية في السودان على أبعادها الروحية المعروفة لدى كل مسلم ، بل كان تركيزه على المعاني العملية والتنظيمية للصلاة ، مثل :
? الوحدة التي يجسدها اجتماع الناس في المسجد .
? والمساواة التي يعبر عنها اصطفاف المصلين على صعيد واحد .
? والنظام الموجود في مبدإ اتباع الإمام ، وفي تسوية الصفوف .
خامسا : استخلاص العبرة التاريخية
وقد قدم بعض مفكري الحركة السودانية قراءة نقدية لحركات الإصلاح التي سبقتهم في عالم المسلمين الحديث ، واستخلصوا منها العبرة التاريخية اللازمة . وجاءت قراءاتهم منسجمة مع ما توصلت إليه خيرة العقول المسلمة التي تحدثنا عنها في المدخل . فقد أشار الأستاذ مكي إلى داء النزوع النظري لدى مدرسة الشيخ عبده الإصلاحية ، واعتبر أنه هو السر فيما دعاه "الوقوع في مصيدة الأسئلة الكبرى" . فالذي لا يملك حسا عمليا ، يميل غالبا إلى الحديث عن الأهداف الكبرى بأسلوب فخم ، ويستعذب الجدل والمناظرة ، وينسى ما عليه عمله في ظروفه المتعينة ، وهو الشراك الذي سقطت فيه تلك المدرسة الإصلاحية ، حيث إن هذا النزوع "جعل الحركات الإسلامية - بصفة خاصة في القرن التاسع عشر - تقع في مصيدة الأسئلة الكبرى - كالجامعة الإسلامية - دون النظر في طبيعة المؤسسات الموجودة" كما يقول الأستاذ مكي .
سادسا : الاهتمام بالقوى النوعية
كانت الحركة الإسلامية في السودان أُولى الحركات الإسلامية انتباها إلى أهمية القوى النوعية المتحكمة في المجتمع ، والتي تحول بين الشعوب وبين الحياة الإسلامية ، وتئد كل جهد في هذا السبيل . والمراد بالقوة النوعية هنا الجيش والمال والإعلام . فلم يعد خافيا اليوم أن الشعوب الإسلامية حسمت خيارها دون لبس لصالح النظام الإسلامي والحركات الإسلامية ، لكن النخب التي سلمها الاستعمار مقاليد السلطة لا تزال تقف عائقا دون وضع هذا الخيار موضع التنفيذ .
سابعا : منهج التوكل والإقدام
غدا هذا الأمر شعارا للحركة فيما بعد ، وخصيصة من أهم خصائصها " فالحركة ذات نهج توكلي جريء" جعلها تنحو منحى تجريبيا في عملها ، فتنزع إلى تبنِّي كل فكرة تنظيمية جديدة يُؤمَّلُ أن تعين على تطوير العمل وتكييفه مع مقتضيات الوقت والحال دون تردد ، ثم يكون المحك العملي هو معيار الحكم على هذه الفكرة أو تلك من حيث الصلاحية والملاءمة .
ثامنا : سيادة الروح المؤسسية
لقد كان من أسباب النجاح الاستراتيجي والتنظيمي للحركة السودانية أنها نشأت منذ البدء على أيدي فريق من الشباب " كانوا في عمر واحد ووضع واحد لا يتمايزون" إذ كانوا مجموعة من الطلاب لا يدين بعضهم لبعض بأستاذية أو مشيخة ، فسادت ظاهرة " الشعور بالندية والمساواة بين مؤسسي الحركة ، حتى إنه لم يكن يُعرف للحركة رئيس في أيامها الأولى" ثم تحولت الحركة إلى مؤسسة من الأجهزة بعد ذلك "ولو أنها تمحورت حول شيخ مؤسس لربما استغنت عن كثير تنظيم لأطر الشورى ، وتفريع التخصصات ، وتركيب العلاقات ، رجوعا إليه بالأمر والشورى والعلاقات جميعا . ولربما كره القائد أن تتشعب الأجهزة وتتعقد وتتباعد ، فيعجز عن مباشرتها بوجهه ، وإحاطتها بذراعه" . وقد رأينا مساوئ ذلك على التنظيم في المدى البعيد ، وسنرى أثره السيئ على بعض الحركات الإسلامية التي " لم تستطع تجاوز الارتكاز على الفرد والشخص ، إلى الاعتماد على المؤسسة القادرة على الامتداد وإبصار المستقبل ، ضمن تأطير ثابت لمسيرتها" فساد فيها " التمحور حول قائد الملحمة الذي يعرف كل شيء ، ويحسن الكلام في كل شيء !! " وفقدت أسباب الاطراد والاستمرارية والمؤسسية ، وتحول تاريخها إلى سلسلة من الانقطاعات والتمزقات عند رحيل كل زعيم . لكن الحركة السودانية سلمت من عوارض هذا الداء لسيادة الروح المؤسسية فيها : " هكذا تميزت الجماعة في السودان بأنها لم تنشأ عن مبادرة شيخ فرد متقدم بكسبه الديني والتاريخي على الآخرين ، يقوم فيهم مرجعا للتوجيه ، مغنيا عن توسيع القيادة وتركيب التنظيم ، ولو إلى حين . بل كانوا طلبة سواء في العمر والكسب العلمي … ولربما تتفاوت كسوب الطبقة القيادية للجماعة ، ولكنهم لا ينتهون إلى شيخ واحد أو فئة معدودة يرتهنون لها في الرأي والطاقة ، وينفعلون بمزاجها ، ويجمدون بجمودها، ويعكفون على ذكرى الميت إذا مات ، أو الغائب إذا فات"
تاسعا : فلسفة التصحيح والاستدراك
تبنت الحركة الإسلامية في السودان منهجا ناقدا أساسه التطوير الدائب والاستدراك على الآخرين وعلى الذات ، مما مكنها من التحرر من أسر التقليد ، ثم من إدراك وتدارك جوانب القصور التي تظهر في هيكلها وأدائها الاستراتيجي والتنظيمي من حين لآخر ، بسبب المحك التطبيقي ، أو نتيجة للتقادم الذي يسببه تغير الوقائع . ولم يكن ليأسرها الإعجاب بالغير أو بالذات : " فهي لا تتجمد بالتقليد ، بل لا ترتهن حتى لتقاليدها هي في التنظيم . بل تقدر وتخطط، وتجرب وتراقب ، وتنتقد وتراجع ، وتعدِّل وتطور ، دأبا نحو الإحسان" . " هكذا أصبح التطور الدائب في أوضاع التنظيم وأشكاله وعلاقاته سنة للحركة ، في كل طور ترسم صورة مثالية لمنهاج التنظيم ، ويتوهم راسموها أنها النموذج التنظيمي الأتم حسب مقتضيات الشرع والواقع ، ويراها البعض مثالا للكمال لا يُرجى أن يقاربه التطبيق إلا لماما ، ثم لا تلبث الحركة مع الوعي والزمن أن تتجاوز ذلك التنظيم ، فيبدو أشد بساطة عما تقتضيه رؤى وظروف جديدة ، فيُراجَع رسمُه نحو نموذج أشد تركيبا ، وأوفى بأغراض التدين في عهد جديد"
عاشرا : منهج الترفق والتدرج
فقد نحت الحركة منحى إصلاحيا في التعامل مع مجتمعها ، دون رهق أو عنت ، واعتبرت عنصر الزمن جزءا من علاج الأمراض المزمنة التي تراكمت على مر القرون ، وحرصت على تجنب الصراعات مع القوى التقليدية المتدينة ، وتفادي المواجهات غير الضرورية مع القوى العلمانية الحديثة ، ترفقا بالناس ، وتغليبا لفلسفة الاكتساب على منهج المغالبة ما أمكن ذلك "فهي حركة مترفقة تؤمن بالإصلاح المطرد المتدرج في الأطر والمؤسسات" . كما عملت الحركة على دعم وتحفيز مواطن الخير والتدين في المجتمع ، مهما شابها من شوائب البدع والأعراف . وفي هذا المضمار يأتي حرص الحركة على أن لا ينظر إليها مجتمعها نظرته إلى دخيل غريب ، وتقديمها لنفسها امتدادا لجهد المصلحين السودانيين في كل العصور ، مهما كانت المآخذ على ميراث أولئك المصلحين . وهكذا "تطرح الحركة الإسلامية نفسها في السودان كحلقة من حلقات التجديد الإسلامي ، واصلة نفسها بتاريخ الإسلام في السودان ، ومستفيدة من تجارب الحركة الإسلامية السودانية ببعدها التاريخي : فقهاء ، متصوفة ، حركات دعوة وإرشاد وتعليم … انتهاء بجهود الميرغني الكبير ، وجهود الإمام محمد أحمد المهدي" = . لقد انطلقت الحركة من تقييم موضوعي للقوى الاجتماعية السائدة
نقلا عن كتاب الحركة الإسلامية في السودان: مدخل إلى فكرها الاستراتيجي والتنظيمي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الملامح العامة للحركة الإسلامية في السودان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رد رئيس المؤتمر العام للحركة الإسلامية الطيب محمد خير من المراهنين على فشل تجربة الحركة الإسلامية في السودان
»  الملامح العامة للحركة الاسلامية السودانية - سادسا : الاهتمام بالقوى النوعية
»  الملامح العامة للحركة الاسلامية السودانية - سابعا : منهج التوكل والإقدام
»  الملامح العامة للحركة الاسلامية السودانية -ثامنا : سيادة الروح المؤسسية
»  الملامح العامة للحركة الاسلامية السودانية -تاسعا : فلسفة التصحيح والاستدراك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الهجرة الي الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: