ومن مقومات الحركة الاسلامية ايضا الشعبية وهي ان الحركة الاسلامية ليست حركة فئة معينة أو طريقة صوفية تحصر عملها في مجموعة المريدين.
انها ضمير الامة المتحرك وأعماقها الثائرة.
ومن ثم فهي ترفض مقولة الصراع الطبقي وتعتبر ان الإسلام - والإسلام وحده قادر على ازالة كل ألوان الظلم والاستغلال داخل المجتمع الاسلامي ولكن في مجتمع لا يطبق الاسلام حقيقة تتولد الفوارق الطبقية والحركة الاسلامية عندئذ تجد نفسها منحازة الى صفوف الفقراة بأمر من الله (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا).
(عبس وتولى ان جاءه الاعمى…).
«اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني من زمرة المساكين».
فحتم على الحركة الاسلامية ان تحشر نفسها في زمرة المساكين.
ولقد استطاعت الحركة الاسلامية المعاصرة ان تحرر - الى حد ما - الإسلام من الطبقة الحاكمة، والإسلام يتحول كل يوم وفي اكثر من بلد من ان يكون ملكا لحاكم لان يكون ملكا لشعب، والذي حدث في ايران هو تسلم الجماهير للاسلام.
لقد بدأت في ايران عملية لعلها من أهم ما يمكن ان يطرأ في مسيرة حركات التحرر في المنطقة كلها وهي تحرر الإسلام من هيمنة السلطات العاملة على استخدامه في وجد المد الثوري في المنطقة.