ومن مقومات هذه الحركة السلفية ونعني بها استمداد الاسلام من أصوله دون تعصب لما وجد في تاريخ الإسلام من نظريات واجتهادات.
فالاصل ما ورد في الكتاب والسنة وعصر الخلفاء.
يقول البنا: «وتستطيع ان تقول ولاحرج عليك ان الاخوان المسلمين دعوة سلفية لانهم يدعون الى العودة بالاسلام الى معينه الصافي كتاب الله وسنة رسوله».
ويقول الامام الخميني عندما سئل عن نظام الحكم الذي يسعى اليه هو سني ام هو شيعي؟
فأجاب: «اننا نريد ان نحكم بالاسلام كما نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - لا فرق بين السنة والشعية لان المذاهب لم تكن موجودة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
ومن ثم فان تهمة الوهابية ظلت تلاحق الحركة الاسلامية في كل مكان مما جعل الامام الخميني يندد بأولئك الذين لا شغل لهم الا بالجزئيات واتهام فلانا بكذا او آخر بكذا.
يقول: «هنالك أجهزة معروفة تسعى لاثارة الضجة حول مسائل ثانوية فعلى سبيل المثال يضيعون مناسبات ثمينة وفرصا غالية في الحديث عن ان زيدا من الناس كافر، ان فلانا مرتد او ان فلانا وهابي المذهب وذلك بسبب عمل الحركة الاسلامية في ايران المتواصل ضد التراث البدعي الذي ورثوه وورثنا جميعاً عن عصر الانحطاط».
ولا تعني السلفية هن كما هي عند البعض حربا على المذاهب الفقهية او العقيدية.
كلا! فهذا تمزيق لكيان الامة وانما السلفية تعني
اولا: التحري في معرفة حكم الله من الكتاب والسنة قدر المستطاع.
ثانياً: عدم التعصب للمذهب والاشتغال بالدعوة اليه حتى يصبح المذهب بديلا عن الإسلام دون التسامح مع المخالف، واعتبار أخوة الاسلام فوق أخوة كل فرقة وكل مذهب.
ويلحق بالمعنى السلفي تجميع المسلمين حول ما هو معلوم من الدين بالضرورة ابعاداً للخلاف وتوحيدا
للصفوف حسب القاعدة: «تتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»