اول هذه المقومات فكرة الشمول: فالاسلام في هذه الاتجاهات الثلاثة يؤخذ على انه كل مترابط، كل جزئية فيه ترتبط بغيرها فالعقيدة والشريعة والعبادة كل متكامل ومن ثم لا مجال للتفريق بين الدين والسياسة والدين والدولة.
والنصوص الصادرة عن كل هذه الاتجاهات كثيرة اكتفي بنص للامام الخميني يقول فيه:
«ان اول واجبات الفقيه العارف بأحكام الشرعية هو النهضة والقيادة من أجل اعلاء كلمة الله في الارض والجهاد المستمر لتطهير أرض الله من اعداء الله - عزوجل - عرفوا الناس بحقيقية الإسلام حتى لا يظن جيل الشباب ان أهل العلوم في زوايا النجف يرون فصل الدين عن السياسة وانهم لا يمارسون سوى دراسة الحيض والنفاس ولا شأن لهم في السياسة.
ان النضال السياسي واجب وطني».
ومن نتائج فكرة الشمول هذه العمل على تكوين دولة اسلامية.
ولقد بذلت الاتجاهات الاسلامية الثلاثة جهودا جبارة لتحقيق هذا الهدف ومن فروع النظرة الشمولية للاسلام اعتبار المسلمين كلهم ما بينهم من خلافات كيانا واحدا فرقته أحداث الزمان، وفرض على المسلمين بعث الكيان الدولي للاسلام.
ومن أبعاد فكرة الشمول - أيضا - الاهتمام بالقضية الاقتصادية والاجتماعية.
يقول الامام الهضيبي: «يجب على ولي الامر ان يساعد الناس على ايجاد اعمل لهم يتعهدهم حتى يصلح حالهم.
فاذا كان دخل الانسان لايكفيه وكان غير قادر على العمل فهو في كفالة الدولة.
فان لم تكف الزكاء لسد حاجات الفقراء أصبح فرضا على كل من عنده فضل من المال ان يعود به على الفقراء فاذا منع الفقير حقه فاز له ان يقاتل عليه».